الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

* آثار إعصار "جونو":


 لقد غادر الإعصار المداري" جونو"  ارض السلطنة التي كانت بتاريخ 5 يونيو 2007م تزهو بحدائقها وأسواقها الجميلة  ليترك خلفه أضرارا وخرابا لم يشهد له مثيل على ارض السلطنة من قبل، ولابد للحياة أن تستمر كما أراد لها الخالق عز وجل وكما أراد للإنسان أن يعمر هذا الكون له وللأجيال اللاحقة من بعده،فقد بدأت مرحلة الأعمار بعد الإعصار وبنشاط وقوة أذهلت العالم اجمع،فلدى الشعب العماني طاقات قد لا تشعر بكامل قوتها إلا عند المحن والشدائد،فتحية لهذا الشعب الذي عمل ليل نهار لمساعدة إخوانه والتخفيف عنهم،وشكرا للوافدين الذين اثبتوا أيضا أنهم جزء من النسيج الاجتماعي فقد كان الجميع في سباق مع الزمن لإصلاح ما أفسده"جونو"من بنية أساسية شكلت جانبا من جوانب النهضة العمانية الحديثة فقد قدرت تكاليف الأضرار التي خلفها الإعصار ما بين1.25إلى 1.5 مليار ريال عماني أي حوالي(  3.25إلى 3.90  مليار دولار أمريكي) وهذا لا يشمل الخسائر التي تعرض لها القطاع الخاص،بما فيه شركات التامين.
أما الأضرار البشرية التي خلفها الإعصار فهي منخفضة على عكس ما كان متوقعا في ظروف كهذه، فقد وصلت حالات الوفيات إلى 49حالة وفقد 27شخصا صاروا فيما بعد في عداد الموتى ،إضافة إلى أضرار مادية بالغة لحقت بالبنية الأساسية والمباني وممتلكات المواطنين والمقيمين ، شمل ذلك أعدادا كبيرة من السيارات وقعت في حفر عميقة كانت مملوءة بالمياه نجا من أصحابها من نجا وراح ضحية ذلك من قدر الله له الموت.
أن الإعصار قد أحدث العديد من التأثيرات وبخاصة على عاصمة عماننا  الحبيبة "مسقط"حيث انه عندما بدا وصوله  إلى مسقط أدى إلى ارتفاع أمواج البحر على طول الساحل الممتد من منطقة الحاجز والبستان والعذيبة والسيب، مما أدى إلى دخول مياه البحر إلى اليابسة لمسافات بعيدة،كما دخل وادي عدي الجارف منطقة القرم التي بها العديد من المحلات التجارية الراقية،واغرق معظم المناطق القريبة من الوادي وتسبب في إتلاف أجزاء من الطريق الرئيسي والحديقة الطبيعية.
وفي منطقة الموالح والغبرة الجنوبية والشمالية دخلت المياه الجارفة معظم الأحياء السكنية الواقعة في المناطق المنخفضة بفعل فيضان وادي الجفنين والحق أضرارا بالشوارع وخدمات المياه والكهرباء وسيارات المواطنين وكذلك المرافق العامة.
ولأول مرة منذ أن تم بناء سد وادي الخوض في عام 1985م يمتلئ بكامل طاقته البالغة 12مليون مترمكعب ، فقد فاضت المياه الجارفة من أعلى السد،ورغم قوة المياه المتدفقة عبر السد إلا انه اثبت قدرته وصموده ولم يتعرض لأي أضرار،ولذلك فان المياه التي فاضت من أعلى السد كانت كبيرة أدت إلى حدوث بالأحياء السكنية أسفل السد وكذلك الشارع المؤدي إلى جامعة السلطان قابوس الممتد من جسر السيب وحتى دوار الموالح ،كما تعرض الشارع الذي يربط المعبيلة بالخوض إلى أضرار في عدة أماكن،امتد تأثير فيضان سد وادي الخوض إلى وادي البحايص ووادي العرش بالسيب، حيث أحدث أضرارا رئيسية بالطريق البحري والمرافق السكنية.
وعلى الرغم من حجم الأضرار التي أحدثها الإعصار في البنية الأساسية خاصة الطرق وخطوط الكهرباء وإمدادات المياه والاتصالات إلا إن الجميع فوجئ بسرعة الإجراءات التي تم اتخاذها لاستعادة الوضع ،سواء كان من قبل الجهات العسكرية أم الجهات المدنية،خاصة في فتح الطرق.

هناك 3 تعليقات: