الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

* تاريخ إعصار "جونو":

لم تكن الأحداث في صيف 2007 أقل حرارة من حرارة الأجواء في هذا الصيف حيث تعرضت السلطنة إلى أقوى إعصار مداري يضرب الشواطئ المطلة على بحر العرب منذ عام 1977م ووصلت شدة الإعصار إلى الدرجة الخامسة. أدى الإعصار إلى ارتفاع أمواج البحر إلى 12 كم وحدوث فيضانات أدت إلى شل الحركة المرورية وتحطيم الشوارع وسقوط الأشجار وجرف السيارات وغرق بعض المباني.

    إعصار جونو أو غونو يعتبر أقوى إعصار مداري يضرب الشواطئ المطلة لبحر العرب منذ عام 1977 في حين تقول مصادر أخرى أنه الأقوى منذ نحو ستين عاماً حسب تصريحات لمسئولي الأرصاد الجوية بلغ الذروة بعد التكون بوصول سرعة دورانه إلى 260 كلم في الساعة, في 3 يونيو/حزيران 2007 ويصاحبه ارتفاع في أمواج البحر بلغ ارتفاعها على سواحل عمان 12 متراً، وظهور تشكيلات من السحب المتوسطة والعالية، وهو إعصار نادر الحدوث فهو يضرب بحر العرب كل ثلاث سنوات وسريع التلاشي ولكنه يعتبر الأعنف والأشد هذه المرة.
تعتبر بداية شهر مايو هي بداية موسم الأعاصير في بحر العرب والتي تنتهي في شهر ديسمبر ، بلغ الإعصار ذروته بعد التكون بوصول سرعة دورانه إلى 260 كلم في الساعة, في 3 يونيو/حزيران 2007. وقد قام الإعصار بالتوجه باتجاه الشمال الغربي، لكن سرعة الرياح المرافقة بالإعصار تراجعت إلى 175 كم في الساعة بتاريخ 5 يونيو/حزيران 2007 وقد ضرب سواحل سلطنة عمان الشرقية بتاريخ 5 و 6 يونيو/حزيران واتجه بعدها  إلى الشمال باتجاه سواحل الإمارات الشرقية وسواحل إيران الجنوبية الشرقية.

*تسمية الإعصار المداري"جونو":


جاء اسم الإعصار المداري "جونو"من المسميات المختارة من قبل جمهورية المالديف باعتبار أن الإعصار قد بدا بالقرب منها ،واسم "جونو"((gonu يعني باللغة المالديفية حقيبة النساء أو السلة المصنوعة من سعف شجر النخيل،وقد أطلق أخصائيو الأعاصير على الإعصار المداري الذي ضرب سلطنة عمان اسم"جونو" ربما لتشابهه بالشكل الذي اتخذه الإعصار بالحقيبة ،ولم يستخدم هذا الاسم من قبل.
في اللغة الإغريقية "جونو" تعني ملاك (وبالطبع هو ليس بملاك) ويبدو انه لا يوجد للاسم أي معنى آخر في باقي لغات العالم ،ويعرف بعض أهل الخليج "جونو"(بالمنسون)وهي كلمة هندية تأتي من اسم إعصار هندي شهير ،وفي العصر الحديث يطلق على الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي تسمية "المنسون"وهي رياح في الغالب تحمل معها الأمطار للمنطقة والتي تتأثر بها محافظة ظفار خلال اشهر يونيو وحتى نهاية سبتمبر من كل عام،ويطلق عليها في ظفار اسم"الخريف".
ويؤكد الباحثون أن أسماء الأعاصير ليس لها مدلول أو معنى فالأسماء نفسها لا تحمل معان معينة إلا أنها سهلة النطق وتمنع حدوث أي لبس في حالة وجود أكثر من إعصار في أن واحد وفي منطقة واحدة،كما أن الأسماء والتعبيرات القصيرة المستخدمة تساعد على سهولة الاتصال بين مختلف مراكز الأرصاد الجوية وتقلل من إمكانيات الوقوع في أخطاء قد يكون لها آثار سيئة. 

* استعدادات سلطنة عمان لمواجهة الإعصار:

أعلنت سلطنة عمان أمس عن حالة الطوارئ في مختلف المناطق العمانية استعدادا لإعصار ‘’جونو’’ القادم من غرب القارة الهندية والذي من المتوقع أن يضرب الكثير من المناطق العمانية خصوصا منطقة جزيرة مصيرة ورأس الحد ورأس مدركه بالمنطقة الشرقية خلال 30 ساعة القادمة. وقد بدأت كافة الأجهزة الأمنية العمانية والمتمثلة في شرطة عمان السلطانية وقوات السلطان المسلحة بكافة وحداتها في إخلاء مناطق مصيرة والمناطق الأخرى المجاورة من السكان والذي يبلغ عددهم ما يزيد عن 9 آلاف شخص وتخصيص أماكن لتسكينهم خلال فترة الإعصار التي من المتوقع أن تستمر ما بين 3 إلى 5 أيام.وفى تصريح للصحافيين عقب ترؤسه اجتماعا للجنة الوطنية للدفاع المدني بالقيادة العامة للشرطة بالقرم قال المفتش العام للشرطة والجمارك الفريق مالك المعمري أن الإعصار والمعروف باسم (جونو) يتجه نحو الأراضي العمانية وتبلغ سرعة دورانه الآن أكثر من 200 كيلومتر في الساعة بينما سرعة اقترابه من أراضي السلطنة تبلغ 18 كيلومتر في الساعة ومن المتوقع أن يبدأ تأثيره على سواحل السلطنة الشرقية اعتبارا من مساء يوم الثلاثاء.
وأضاف المعمري أن اللجنة الوطنية للدفاع المدني تراقب سرعة الإعصار ومدى اقترابه من سواحل السلطنة أولا بأول وسوف تكون هناك تحذيرات ستصدر من قبل الطيران المدني والأرصاد الجوية كل ثلاث ساعات وسيتم تقييم الحالة على هذا الأساس فيما لو زادت السرعة وستكون هناك بلاغات متقاربة وإذا خفت سرعة الإعصار سوف يتم الإبلاغ عن ذلك للمواطنين وستخفض فترات الإنذار.وأشار المعمري إلى أن هناك مناطق منخفضة في السلطنة ستتأثر بالإعصار من بينها جزيرة مصيرة والمناطق الممتدة من رأس مدركة إلى رأس الحد حيث يقطن الكثير من المواطنين موضحا أن أكثر من ثلثي جزيرة مصيرة عبارة عن مناطق مسطحة مأهولة ويتوقع ان تكون هناك خطورة في ظل احتمالات أن يصل ارتفاع الأمواج إلى 10 أمتار. وقال أننا ندعو المواطنين والمقيمين على الانتقال من المناطق المعرضة للخطورة نتيجة الإعصار خصوصا جزيرة مصيرة وجزر الحلانيات إلى مناطق أكثر أمنا مؤكدا في هذا الصدد على أن كل من يصعب عليه إيجاد مأوى فان شرطة عمان السلطانية وبالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى ستوفر لهم المأوى والغذاء طوال الفترة الحرجة وهى مرور الإعصار.وأشار إلى أنه تم إعلان حالة الطوارئ في قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية وبقية الجهات الأخرى موضحا أن شرطة عمان السلطانية قامت بنشر سيارات الدفاع المدني في المناطق المتوقع تعرضها للأضرار وستقوم قوات السلطان المسلحة بواجبها الموكل إليها كما ستقوم الدوائر الحكومية الأخرى مثل الصحة والتعليم والكهرباء والاتصالات والمواصلات باستعداداتها فيما يمكن توفيره في مثل هذه الظروف.وأكد أنه سيتم نشر رجال الشرطة في جميع مناطق السلطنة التي من المتوقع أن تتأثر بالإعصار داعيا المواطنين والمقيمين على أرض السلطنة بعدم المغامرة وأن يلزموا المناطق الآمنة خلال فترة مرور الإعصار حتى لا يعرضوا أنفسهم ولا يعرضوا أفراد الشرطة للمخاطر. وأوضح انه سيتم تشكيل ثلاث غرف عمليات في مسقط وغرفة أخرى للعمليات المشتركة لجميع الجهات العسكرية والأمنية وهناك رقم طوارئ للاتصال به في وقت الضرورة وهو 9999 حيث تم الاتفاق على هذا الرقم. وأشار المعمري إلى انه يكتفي الآن بالتحذير من خلال وسائل الإعلام وأن الدول المجاورة على إطلاع بما يحدث وجميع مراكز الأرصاد الجوية في المنطقة تتبادل المعلومات فيما بينها بهذا الخصوص.

* أحداث الإعصار :

 في مسقط فى 3 يونيو  أفاد بيان صادر عن المديرية العامة للطيران المدنى والأرصاد الجوية أن أخر صور التوابع الاصطناعية وخرائط التنبؤات العديدة ومركز مراقبة الأعاصير الهندي تشير إلى وجود عاصفة مدارية على شرق بحر العرب.
وأشار البيان إلى أن العاصفة تتمركز على خط العرض 16 درجة شمالا وخط طول 67 درجة شرقا 0 ويبعد المركز عن جزيرة مصيرة 1150 كيلو متر تقريبا فيما تبعد كتلة السحب الركامية / 580 / كيلومتر تقريبا ويتحرك في الاتجاه الغربي/ الشمال الغربي بسرعة 7 الى 10 كيلومترات في الساعة مصحوبا بأمطار رعدية غزيرة 0 وتتراوح سرعة الرياح حول المركز حوالي 45 إلى 50 عقدة وارتفاع شديد في مستوى موج البحر 0
وأوضح أن أخر خرائط التنبوءات العددية تشير إلى تحول العاصفة المدارية إلى إعصار مداري ويستمر في التحرك في الاتجاه الغربي/ الشمال الغربي0 3/6/2007 بلوغ الإعصار الدرجة الأولى واستمرار زيادة شدته،و بلغت سرعة الرياح في مركز الإعصار أكثر من 120 كم/ساعة بينما وصلت كمية الأمطار في مركز الإعصار إلى 240 ملم. الإعصار يتجه نحو جزيرة مصيرة ويتوقع وصوله سواحل السلطنة في الخامس من يونيو.
 تحول الإعصار بعدها إلى الدرجة الثانية وازدياد المخاوف، سرعة الرياح وصلت إلى 166 كم/ساعة.تحول الإعصار إلى الدرجة الرابعة حيث وصلت سرعة الرياح في مركزه إلى 240كم/ساعة والتوقعات تشير إلى تراجع قوة الإعصار عند وصوله اليابسة.
الثلاثاء 5/6/2007 : وصول الإعصار إلى سواحل السلطنة:
- الثانية ليلا: بعض خرائط مواقع الطقس العالمية تبين انحراف مركز الإعصار ناحية الشمال باتجاه إيران حسب ما تم تداوله, ولكن لا يوجد تأكيد على هذا الخبر من المديرية العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية، وسرعة الرياح حول مركز الإعصار تنخفض إلى 205 كم/ساعة.وصول الإعصار:
 بيان صادر من شرطة عمان السلطانية:
 في 5 يونيو  قال مصدر مسئول بإدارة العلاقات العامة بشرطة عمان السلطنة أن تأثيرات الإعصار المدارى /جونو/ وتوابعه بدأت تصل إلى سواحل السلطنة حيث تتعرض الآن معظم الولايات الواقعة على الساحل الشرقي للسلطنة لسقوط إمطار غزيرة مصحوبة برياح قوية وارتفاع منسوب الموج الى 12 مترا مع رياح بلغت سرعتها ما بين 212 إلى 260 كم/س ومن المتوقع ازديادها خلال الساعات القليلة القادمة مصحوبة بالعواصف الرعدية الغزيرة الماطرة خلال فترة عبور الإعصار المدارى السلطنة 0
 -
انقطاع التيار الكهربائي في بعض الأماكن في ولاية صور.
-
المدير التنفيذي لشركة عمان موبايل يؤكد عطل شبكات الاتصالات في بعض مناطق المنطقة الشرقية.
-
بدء تلفزيون السلطنة ببث برنامج لتغطية الحدث.
- الساعة الثانية ظهرا: مفاجأة لم تكن في الحسبان:مركز الإعصار ينحرف باتجاه الشمال لذلك يتوقع دخوله من رأس الحد ويمر بعدها بالقرب من سواحل محافظة مسقط وليس عبر محافظة مسقط ليتابع طريقه إلى إيران, ويتوقع وصوله العاصمة مسقط خلال ثلاث إلى أربع ساعات.و مركز الإعصار لن يكمل طريقه في اليابسة لذلك لن تقل شدته كما كان متوقع ومسقط الآن في خطر حقيقي, كمية الأمطار المتوقعة 300 مل.
-
جزيرة مصيرة التي كانت على استعداد تام أصبحت الآن في مأمن من الخطر الحقيقي للإعصار.
-
السلطنة ترفع درجة التأهب إلى الخط الأحمر وشرطة عمان السلطانية تنشر 4000 عنصر لمواجهة خطر الإعصار.-أوامر سامية بتعطيل العمل في الدوائر الحكومية والمدارس تغلق أبوابها.
-
وزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه تقوم بتنظيف مسارات عدد من الأودية وفتح جميع فتحات تصريف الأمطار والتأكد من سلامة وجاهزية السدود لاستقبال فيضانات هذه الاودية0
- التاسعة مساء: استمرار هطول الأمطار الغزيرة على المناطق الشرقية ودخول مياه البحر إلى بيوت المواطنين في رأس الحد.
-
تهيئة بعض المدارس والمجمعات الرياضية كأماكن للإيواء بمحافظة مسقط و التنسيق مع الجهات المختلفة والشركات لتوفير الحافلات لنقل المواطنين إلى أماكن الإيواء.
الأربعاء 6/6/2007: المنطقة الشرقية ومحافظة مسقط تواجهان الإعصار:
- الواحدة ليلا: مركز الإعصار يبعد عن رأس الحد 68 كم فقط والأمطار تبدأ في السقوط على محافظة مسقط.
-
الأوضاع كارثية في صور والمياه تدخل البيوت من خلال النوافذ والتلفزيون العماني يقطع عرضه لآخر مستجدات الإعصار.
-
انقطاع الاتصالات والكهرباء عن صور وعدم قدرة الدفاع المدني من القيام بعمليات إنقاذ عن طريق السيارات أو عن طريق الطائرات العمودية لأن مستوى الماء مرتفع والرياح شديدة تصل سرعتها لأكثر من 200 كم/ساعة.- الخامسة صباحا: الإعصار يضرب محافظة مسقط:
الإعصار يعبر المنطقة الشرقية متوجها إلى مسقط وشدة الإعصار تنخفض حيث تبلغ سرعة الرياح في مركزه 150-165 كم/ساعة ويتحرك بسرعة 18 كم/ساعة ويبعد عن مسقط 130 كم. انقطاع إمدادات المياه والحكومة تنشر سيارات الصهاريج لتزويد المواطنين بالماء.
-
انهيار جبلين أحدهما في قريات والآخر في وادي عدي وانهيار آخر في طريق دارسيت.
-
إغلاق ميناء صحار وتحذيرات من مد بحري كبير في سواحل الباطنه. - الثانية ظهرا:أمطار غزيرة ورياح شديدة في مسقط والفيضانات تجتاح الشوارع وأنباء عن دخول البحر إلى 800 متر في شناص.
-
المياه تدخل البيوت وتصل إلى الطابق الثاني والقرم تغرق والبعض يستغيث من على سطوح المنازل والشرطة تحاول الإنقاذ عن طريق القوارب المطاطية.
-
الفيضانات تحمل معها السيارات من أمام البيوت.
-
الوديان تتدفق على سد الخوض وتحذيرات للقاطنين بالقرب منه بإخلاء البيوت والابتعاد.
-
السابعة مساء:الإذاعة والتلفزيون تتلقى نداءات استغاثة تبين حجم الكارثة, وتعذر استخدام الطائرات العمودية بسبب سوء الحالة الجوية.
-
الإعصار يعبر مسقط ويتجه إلى الباطنة, الأمطار ما زالت تسقط على مسقط والكهرباء تنقطع في بعض المناطق..

* آثار إعصار "جونو":


 لقد غادر الإعصار المداري" جونو"  ارض السلطنة التي كانت بتاريخ 5 يونيو 2007م تزهو بحدائقها وأسواقها الجميلة  ليترك خلفه أضرارا وخرابا لم يشهد له مثيل على ارض السلطنة من قبل، ولابد للحياة أن تستمر كما أراد لها الخالق عز وجل وكما أراد للإنسان أن يعمر هذا الكون له وللأجيال اللاحقة من بعده،فقد بدأت مرحلة الأعمار بعد الإعصار وبنشاط وقوة أذهلت العالم اجمع،فلدى الشعب العماني طاقات قد لا تشعر بكامل قوتها إلا عند المحن والشدائد،فتحية لهذا الشعب الذي عمل ليل نهار لمساعدة إخوانه والتخفيف عنهم،وشكرا للوافدين الذين اثبتوا أيضا أنهم جزء من النسيج الاجتماعي فقد كان الجميع في سباق مع الزمن لإصلاح ما أفسده"جونو"من بنية أساسية شكلت جانبا من جوانب النهضة العمانية الحديثة فقد قدرت تكاليف الأضرار التي خلفها الإعصار ما بين1.25إلى 1.5 مليار ريال عماني أي حوالي(  3.25إلى 3.90  مليار دولار أمريكي) وهذا لا يشمل الخسائر التي تعرض لها القطاع الخاص،بما فيه شركات التامين.
أما الأضرار البشرية التي خلفها الإعصار فهي منخفضة على عكس ما كان متوقعا في ظروف كهذه، فقد وصلت حالات الوفيات إلى 49حالة وفقد 27شخصا صاروا فيما بعد في عداد الموتى ،إضافة إلى أضرار مادية بالغة لحقت بالبنية الأساسية والمباني وممتلكات المواطنين والمقيمين ، شمل ذلك أعدادا كبيرة من السيارات وقعت في حفر عميقة كانت مملوءة بالمياه نجا من أصحابها من نجا وراح ضحية ذلك من قدر الله له الموت.
أن الإعصار قد أحدث العديد من التأثيرات وبخاصة على عاصمة عماننا  الحبيبة "مسقط"حيث انه عندما بدا وصوله  إلى مسقط أدى إلى ارتفاع أمواج البحر على طول الساحل الممتد من منطقة الحاجز والبستان والعذيبة والسيب، مما أدى إلى دخول مياه البحر إلى اليابسة لمسافات بعيدة،كما دخل وادي عدي الجارف منطقة القرم التي بها العديد من المحلات التجارية الراقية،واغرق معظم المناطق القريبة من الوادي وتسبب في إتلاف أجزاء من الطريق الرئيسي والحديقة الطبيعية.
وفي منطقة الموالح والغبرة الجنوبية والشمالية دخلت المياه الجارفة معظم الأحياء السكنية الواقعة في المناطق المنخفضة بفعل فيضان وادي الجفنين والحق أضرارا بالشوارع وخدمات المياه والكهرباء وسيارات المواطنين وكذلك المرافق العامة.
ولأول مرة منذ أن تم بناء سد وادي الخوض في عام 1985م يمتلئ بكامل طاقته البالغة 12مليون مترمكعب ، فقد فاضت المياه الجارفة من أعلى السد،ورغم قوة المياه المتدفقة عبر السد إلا انه اثبت قدرته وصموده ولم يتعرض لأي أضرار،ولذلك فان المياه التي فاضت من أعلى السد كانت كبيرة أدت إلى حدوث بالأحياء السكنية أسفل السد وكذلك الشارع المؤدي إلى جامعة السلطان قابوس الممتد من جسر السيب وحتى دوار الموالح ،كما تعرض الشارع الذي يربط المعبيلة بالخوض إلى أضرار في عدة أماكن،امتد تأثير فيضان سد وادي الخوض إلى وادي البحايص ووادي العرش بالسيب، حيث أحدث أضرارا رئيسية بالطريق البحري والمرافق السكنية.
وعلى الرغم من حجم الأضرار التي أحدثها الإعصار في البنية الأساسية خاصة الطرق وخطوط الكهرباء وإمدادات المياه والاتصالات إلا إن الجميع فوجئ بسرعة الإجراءات التي تم اتخاذها لاستعادة الوضع ،سواء كان من قبل الجهات العسكرية أم الجهات المدنية،خاصة في فتح الطرق.